يمينٌ ملّكت رقّ المساعي ... وكفّ أُعْذِبَتْ ماء السماح
وفضل لا يُنيب الى نصيح ... وجود لا يُصيخ لقول لاح
وحكم أوسع الدنيا وقارا ... وقد خفقت له خَفْقَ الجناح
ومنها:
دعوت المتقين لخير مأوى ... وأحللت الطريد أعزّ ساح
فما للفضل منها من زوال ... وما للمجد عنها من بَراح
لقد أنسى زمانك كل عيد ... بعزّ ثابت وأسى مُزاحِ
وذي الأيام أعياد الأيادي ... فكيف تضيفهن الى الأضاحي
وله:
يا منجدي والدهر يبعث حربه ... شعثاء قد لبست رداء عَجاجها
لله درّك إذ بسطت الى الرضى ... نفساً تمادى الدهر في إحراجها
وأرقت ماء الورد في نار الأسى ... كالراح يُكْسَر حدّها بمزاجها
فيأتني تلك الغمام فبرّدت ... من غُلّة كالنّار في إنضاجها
فأويت تحت ظلالها ووجدت برْ ... د نسيمها وكرعت في ثجّاجها
حاولت منّي أن أطارد حاجة ... مرضت فأعيا الناسَ بابُ علاجها
قل كيف تُنْعَشُ بعد طول عِثارها ... أم كيف تُفْتَحُ بعد سدّ رِتاجها
وله وقد استدعي الى حضرة المتوكل فنزل الغيث عليه في طريقه إليه:
صاحبنا الغيث الى الغيث ... لكنّه غيث بلا عيث
سحابة تهمي حياها سرى ... لا تخلط الإعجال بالريث
يا ليث غاب حسنه باهر ... والحسن لا يعرف لليث
أحَلّني قربك في موضع ... يجلّ عن أينٍ وعن حيثِ