والنفث في عقد السجر بنكته ونوادره، ومعظم أشعاره في بني صمادح ملوك المرية، وأنه كان سمح البديهة والرويّة، ولم يمت حتى نيف على التسعين، ونزف برشائها من ركية العمر ماءها المعين، وقد أورد من شعره ما يناسب نسيبه النسيم ويماثل مزاجه التسنيم.
فمن ذلك قوله:
دع دمي بالدمع يمزج ... والهوى بالنفس يلهج
ربّت الحزن لقلبي ... ربة الصدغ المصولج
ودجى الفرع على صب ... ح الجبين المتبلج
والقضيب المتثنّي ... والكثيب المترجرج
أحسني يا عمرة الحس ... ن فقتلي بك يسمج
وقوله:
عج بذي الأيْكتين عج ... وهج الأدهمين هج
وصل الوخد نحو من ... ترك الوجد يعتلج
وارق نجد الغوير واه ... بط على دوحة الأرج
والتمس روضة المحا ... سن في روضه البهج
فعسى أن ترى نوي ... رة والعين تختلج
وعسى غمّة الفؤا ... د بمرأى تنفرج
فدوائي بها دوا ... ئي فقل لي متى الفرج
قمر في دقائق ... من ضميري وفي درج
أيها المعرض الذي ... بات رحماه مرتج
فنهاري به ظلا ... م وليلي به حجج