وكم لبأسك فيهم من مصال وعى ... للّيث من سمعه روع ومحتبأ
وكان في ذألهم ود ومتعظ ... لو صح من مثلهم وعظ ومتّدأ
هاجوا ظباك التي بالسلم قد هجئت ... فسوف يسكن منها الظمأ والهجأ
راعيت تقواك حتى في جزائهم ... وما راعوا ما تراعيه ولا كلأوا
والآن قد آن من شهب الصفاح لهم ... درّ ومن صافنات الخيل مندرأ
يهوي لقلب أعاديه مُكايَدَةً ... كأنّها قتر للأسد أو برأ
فدهية الشمس ما في نورها كلف ... وراية الشهب ما في سيرها خطأ
وهمة فوق ما ظن الغواة به ... والقوم آمنة إن أمكن الغوأ
وبالمعاقل للأملاك مقتنع ... وما له بسوى الأفلاك مجترأ
ولو يروم نزال الطود يبلغه ... أو ينزلوا من صياصيه كما زنأوا
وبرد أيامهم مرفو سلمهم ... والحرب تخرق منهم كلما رفأوا
ملك له العز من ذات ومن سلف ... فحسب كل الملوك الهون والجزأ
نمته بدراً نجوم السرو من يمن ... وما كمثل النجوم النقع والحيأ
تكسبا عصره فخراً وعنصره ... فقد علا الفلك الأعلى به سنأ
إذا صمادحه أبدى وعامره ... وللمنيرين مستخفى ومنطفأ
ومنها في مدح أولية الممدوح:
من الألى ملكوا الدنيا وما برحوا ... يبنون أسمية العليا وما فتئوا
فالحسن في سير منهم وفي صور ... إن موجدوا مجدوا أو روضئوا ضأوا
وأبدعوا في صنيع الجود وابتدعوا ... فكلّما سئلوا من معوز سلأوا
فالولاهم يصوب المزن مسّهم ... متى رَوى سيّبا من وبله متأوا
وبيت وفرهم إيمان وفدهم ... فهم مياسير من حمد الورى فكأ