أخذه من:
يا بدعة الأنس والنّعيم به ... أبدعت من وحشة وتعذيب
من المُعَزّى ولا أرى أحداً ... غير مصاب به ومنكوب
أحسن من هذا قول مهيار:
وخبّروني فقد عمّ المصاب به ... من المعزّى به حتى أعزّيه
يا نجل يعقوب كل ذي جلد ... عليك في مثل حزن يعقوب
ليس بلاء النّفوس محتملاً ... فيك ولا المبتلى كأيّوب
أغمدت دمعي عليك معترفاً ... بأنّ دمعي سلاح مغلوب
وقمت أثني يديّ فوق حشا ... بسيف وجْد عليك مضروب
وا حرباً إذ فقدت وا حرباً ... لو كان يجدي دعاء محروب
بدعة كون ونشأة بدرت ... أهُمُّ في صدقها بتكذيب
لبسط نور الطباع خالصه ... يجلّ عن منشأ وتركيب
...... نور مسقطه ... يجري من الدمع كلّ شؤبوب
أجرى لك الله صفو كوثره ... ورحمة ثرّة الشّآبيب
وله يذكر ركوب ابن عبّاد البحر المحيط وعبوره من ساحل الأندلس الى مدينة سبتة قاصداً الأمير يوسف بن تاشفين، والاستنجاد به على الروم:
أحاط جودك بالدنيا فليس له ... إلاّ المحيط مثال حين يعتبر
وما حسبت بأنّ الكلّ يحمله ... بعض ولا كاملاً يحويه مختصر
لم تثن عنك يداً أرجاء صفته ... إلا ومدّت يداً أرجاؤه الأخَرُ
كأنّما البحر عيْنٌ أنت ناظرها ... وكلّ شطّ بأشخاص الورى شفر
تأتي البلاد فتندى منك أوجهها ... حتى يقول ثراها هل همى المطر