للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث فيه الواقدي، وهو متروك الحديث١.

وعند ابن إسحاق بدون إسناد قال: وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار، قلت: اليوم أدرك ثأري من محمد - وكان أبوه قتل يوم أحد – اليوم أقتل محمدا، قال: فأدرت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي، فلم أطق ذاك، وعلمت أنه ممنوع مني٢.

ومن طريقه أخرجه الطبري والبيهقي٣.

والخلاصة: أن الأحاديث الواردة في سبب إسلام شيبة بن عثمان كلها ضعيفة، ولذا قال ابن السكن٤: في إسناد قصة إسلامه نظر٥.

ولكن هذه الروايات على ضعف أكثرها تدل على محاولات شيبة للقضاء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ الثأر منه، كما أن تلك الأقوال الحاقدة التي أطلقها بعض أهل مكة كانت بمثابة التشفي من المسلمين، والرغبة في اندحار الحق.

وتلتقي هذه الأقوال وتلك المحاولات من شيبة وغيره في إطار واحد يمثل ضيق نفوس هؤلاء بالإسلام، وحبهم للعهد الجاهلي وبقائه، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره، وينصر نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولله الحمد والمنة.


(انظر: ابن حجر: التقريب ٢/١٩٤) .
٢ ابن هشام: (السيرة النبوية ٢/٤٤٣- ٤٤٤) .
(تاريخ الرسل والملوك ٣/٧٤- ٧٥، ودلائل النبوة ٣/٤٣- ٤٤ب) .
٤ هو: الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان، تقدم.
(ابن حجر: الإصابة ٢/١٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>