للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، قال: فولى١ عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار فنكصنا٢ على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة٣، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته يمضي قدما فحادت٤ به فمال عن السرج فقلت له: "ارتفع رفعك الله" الحديث٥.

والحديث رواه البزار والطبراني والحاكم: كلهم من طريق عفان ابن مسلم به٦.

وأورده الهيثمي ثم قال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة٧.

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: الحارث وعبد الواحد ذوا مناكير، وهذا منها، ثم فيه إرسال".

والحديث أعله الذهبي بأنه من مناكير عبد الواحد٨ والحارث، وبالإرسال.

وعبد الواحد الذي يقول فيه الذهبي إنه صاحب مناكير، قد وثقه أئمة هذا الشأن حيث نقل توثيقه عن يحيى بن معين، وأبي زرعة٩، وأبي حاتم١٠، وابن


١ وعند الطبراني والحاكم: "فولى عنه الناس وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار".
وعند البزار: "فتفرق الناس وبقيت في ثمانين".
٢ فنكصنا: النكوص: الرجوع على وراء وهو القهقرى. (ابن الأثير: النهاية٥/١١٦) . وعند الطبراني: "فتنكصنا"، وعند الحاكم: "فكنا".
٣ السكينة: الوقار والتاني في الحركة والسير، وقيل: السكون والرحمة، وقيل غير ذلك. (ابن الأثير: النهاية ٢/٣٨٥- ٣٨٦) .
٤ حاد عن شيء والطريق يحيد إذا عدل، إراد أن البغلة نفرت وتركت الجادة. (ابن الأثير: النهاية ١/٤٦٦) .
٥ أحمد: (المسند ١/٤٥٣، وابن كثير: البداية والنهاية ٤/٣٣٢ وقال: "تفرد به أحمد") .
٦ البزار: كما في (كشف الأستار ٢/٣٨٢) . و (الطبراني: المعجم الكبير ١٠/٢٠٩، والحاكم: المستدرك ٢/١١٧. والبيهقي: دلائل النبوة ٣/٤٤- ٤٥. والسيوطي: الدر المنثور ٣/٢٢٤) .
(مجمع الزوائد ٦/١٨٠ وفي ١٠/٤٠٣ قال: عن الحارث "وثق".
٨ وقع في حاشية المستدرك "عبد الله" وهو خطأ.
٩ هو: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ، أبو زرعة الرازي، إمام حافظ ثقة مشهور، من الحادية عشرة (ت ٢٦٤) /م ت س ق. (التقريب ١/٥٣٦، وتهذيب التهذيب ٧/٣٠) .
١٠ هو: محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الحفاظ، من الحادية عشرة (ت ٢٧٧) /د س. (التقريب٢/١٤٣،وتهذيب التهذيب٩/٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>