للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٣- وقد روى الطبري من حديث ابن عباس قال: "لم تقاتل الملائكة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلاّ يوم بدر، وكانت فيما سوى ذلك إمداد١".

قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز٢ بن عمران، ضعيف"٣.

٩٤- وأخرج أيضا من حديث ابن عباس قال: "كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمر، ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر، إنما كانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون"٤.

قال الهيثمي: "رواه الطبراني وفيه عمار٥ بن أبي مالك الجنبي، ضعفه الأزدي".

وقال الشوكاني: "وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر"٦.

ويتبن من الروايات السابقة أن الله سبحانه أيد عباده المؤمنين بجنود من عنده لينصر بهم أولياءه ويخذل بهم أعداءه لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وسواء قاتلت الملائكة فعلا في معركة حنين أو لم تقاتل فإن فائدة نزو لهم تحقق ولاشك سواء كان ذلك عن طريق القتال الفعلي أو عن طريق أمر آخر يريده الله من إنزالهم لنصرة الحق ودحض الباطل وأما اختصاص قتال الملائكة (ببدر الكبرى) دون غيرها من الغزوات فهذا قول فيه نظر وذلك لما ثبت في صحيح البخاري ومسلم ومسند أبي داود الطيالسي من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:

٩٥- "لقد رأيت يوم أحد، عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن يساره، رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد".


(مجمع الزوائد ٦/٨٢- ٨٣. والمعجم الكبير للطبراني ١١/١٦٥- ١٦٦، ٣٨٩) .
٢ قال ابن حجر في التقريب ١/٥١١: "متروك احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه".
(مجمع الزوائد ٦/٨٢- ٨٣) .
(مجمع الزوائد ٦/٨٢- ٨٣. والمعجم الكبير للطبراني ١١/١٦٥- ١٦٦، ٣٨٩) .
٥ انظر: (الذهبي: ميزان الاعتدال ٣/١٦٧. وابن حجر: لسان الميزان ٤/٢٧٤) .
(فتح القدير ٢/٢٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>