للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هلكت بنو رئاب فزعموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم اجبر مصيبتهم ١.

وهكذا ذكر ابن سعد إلا أنه قال: "واستحر القتل في بني نصر بن معاوية ثم في بني رئاب"٢.

وبنو رئاب غير بني مالك، ومعلوم أن قبيلة بني نصر من أهم أجنحة هوازن، فهي تعد بالمئات، ومعنى تصريح أحد أفرادها بأن القتل كاد يفنيها أن قتلها بلغوا المئات، وهاتان فقط قبيلتان من قبائل هوازن الكثيرة يظهر من حديث المؤرخين عن ضحاياها أنها بلغت المئات، فكم تكون الضحايا بين العشائر الأخرى من سائر قبائل هوازن وغيرها التي اشتركت في المعركة لاشك أنها تعد بالمئات كذلك، وقد نظر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه المعركة، فقال عنها: "الآن حمي الوطيس".

وهذا القول لم يصدر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وصف أية معركة من المعارك التي خاضها طيلة حياته، مما يدل على عظم خطرها وكثرة ضحاياها، وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمطاردة المشركين وقتل من قدر عليه منهم.

فقد روى البزار من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

٩٩- حدثنا الوليد٣ بن عمرو بن سَكَيْن ثنا محمد٤ بن عبد الله بن المثنى عن أبيه٥ عن ثمامة٦ عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حنين: "جزوهم٧ جزا وأومأ بيده إلى الحلق".


١ سيرة ابن هشام ٢/٤٥٥.
٢ الطبقات الكبرى ٢/١٥٢. ومغازي الواقدي ٣/٩١٦.
٣ الوليد بن عمرو بن السكين - بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه - البصري، أبو العباس، صدوق من الحادية عشرة. /ق. (التقريب ٢/٣٣٤ وتهذيب التهذيب ١١/١٤٤- ١٤٥ و٩/٢٧٤ كلاهما لابن حجر. والخلاصة للخزرجي ٣/١٣٣) . وقد وقع في كشف الأستار "الوليد بن عمر" بضم العين.
٤ محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي، ثقة، من التاسعة (ت٢١٥) /ع. (التقريب٢/١٨٠، وتهذيب التهذيب٩/٢٧٤) .
٥ هو عبد الله بن االمثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، أبو المثنى البصري، صدوق كثير الغلط، من السادسة./خ ت ق. (المصدر السابق١/٤٤٥ و٥/٣٨٧-٣٨٨. وفي ميزان الاعتدال ٢/٤٩٩ رمز له الذهبي بـ (صح) إشارة إلى أنه ثقة) .
٦ ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضيها، صدوق من الرابعة. /ع. (التقريب١/١٢٠وتهذيب التهذيب٢/٢٨. وميزان الاعتدال١/٣٧٢ للذهبي ورمز له بـ (صح) إشارة إلى توثيقه) .
٧ الجز القطع والقص. (النهاية ١/٢٦٨ والقاموس المحيط ٢/١٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>