للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبنو عوف وهم من الأحلاف١.

هكذا ذكر علماء النسب وغيرهم أن ثقيفا فرع من هوازن القبيلة العدنانية الشهيرة.

وقد ذكر الفيروزآبادي، وتابعه الزبيدي شارح القاموس بأن ثقيفاً من ثمود واستندوا إلى ما ورد عند أبي داود وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى حنين مر بقبر فقال: "هذا قبر أبي رغال، وهو "أبو ثقيف وكان من ثمود" ٢.

والحديث عند أبي داود في النسخ الموجودة، وليس فيه: "أبو ثقيف، وكان من ثمود".

وهذا نصّ الحديث عند أبي داود قال:


(ابن سعد الطبقات الكبرى ٥/٥١٠- ٥١١. وابن قتيبة: المعارف ص٤١. وابن خلدون: تاريخ ابن خلدون ٢/٣٠٩. وابن الأثير: أسد الغابة ١/١٦٨، ٢/٤١. وأكرم ضياء العمري: في تعليقه على تاريخ خليفة بن الخياط ص٩٧) .
ومن الأحلاف: عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن ثقيف، لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يصل إلى المدينة منصرفه من حصار الطائف فأسلم وعاد إلى قومه داعيا فقتلوه. وفي قول آخر أنه قدم المدينة بعد حجة أبي بكر الصديق. انظر حديث رقم (٢١٤) .
ووهم ابن حزم فقال بأن الذي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه داعيا هو: معتب بن مالك جد عروة بن مسعود.
ومن الأحلاف أيضا: المغيرة بن شعبة، والحجاج بن يوسف الثقفي، والمختار بن أبي عبيد الثقفي الذي زعم أن جبريل يأتيه بالوحي. وقد ورد في صحيح مسلم ٤/١٩٧١ كتاب الفضائل باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها (أن أسماء بنت أبي بكر رضي اله عنها قالت: "أما أن رسول الله حدثنا" أن في ثقيف كذابا ومبيرا "فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه ".
قال النووي: "اتفق العلماء على أن المراد بالكذاب هنا المختار بن أبي عبيد. وبالمبير: الحجاج بن يوسف". (شرح مسلم ٥/٦٠٨) . وانظر ابن حزم: (جمهرة أنساب العرب ص ٢٦٧. وابن عبد البر: الاستيعاب ٣/١١٢. وابن الأثير: أسد الغابة ٤/٣١-٣٥، ٥/٢٤٧. وابن كثير: البداية والنهاية ٨/٢٨٩، ٩/١١٧. وابن حجر: الاصابة ٢/٢٧٧. وابن قتيبة: المعارف ص١٢٨، ١٧٣. وابن سعد: الطبقات الكبرى ٥/٥٠٣) .
٢ أبو رغال: ككتاب: قال الجوهري والصنعاني: "كان دليلا للحبشة حين توجهوا إلى مكة، فمات في الطريق".
وقال ابن سيدة: "كان عبدا لشعيب عليه الصلاة والسلام، وكان عشارا جائرا، فقبره بين مكة والطائف يرجم إلى اليوم". ورد الفيروزآبادي والزبيدي هذين القولين.
وقال ابن منظور: "رأيت حاشية على هامش صحاح الجوهري ما صورته: أبو رغال اسمه زيد بن مخلف عبد كان لصالح النبي - عليه السلام -، بعثه مصدقا، وأنه أتى قوماً ليس لهم لبن إلا شاة واحدة، ولهم صبي قد ماتت أمه فهم يغذونه بلبن تلك الشاة، فأبى أن يأخذ غيرها، فقالوا له: "دعها نحابي بها هذا الصبي فأبى"، فيقال أنه نزلت به قارعة من السماء، ويقال: "بل قتله صاحب الشاة"، فلما فقده صالح عليه السلام قام في الموسم ينشد الناس فأخبر بصنيعه فلعنه، فقبره بين مكة والطائف يرجمه الناس. (ابن منظور: لسان العرب ١٣/٣١٠. والفيروزآبادي: القاموس المحيط ٣/٣٨٥- ٣٨٦. والقسطلاني: المواهب اللدنية ١/١٦٦. والزبيدي: تاج العروس ٧/٣٤٨. والمباركفوري: تحفة الأحوذي ٤/٢٧٩. ومحمد شمس الحق العظيم آبادي: عون المعبود ٨/٣٤٦- ٣٤٨) .
وقال ابن بلهيد: قبر أبي رغال قبل أن تصل إلى "الزيمة" ترى جبالا يقال لها "ردوم الزيمة" وهي التي تعرف في التاريخ بقبر أبي رغال، وأقرب ما يكون لتلك المواضع موضع يقال له "ردام" (صحيح الأخبار ٢/١٤٤) .
قلت: "والزيمة" تقع في الطريق القديم بين مكة والطائف، قال ابن خميس: كان الطريق قبل بين "مكة" و"الطائف"، فإذا خرجت من مكة إلى الطائف تمر "بالشرائع"، فوادي "يدعان" -جدعان- فوادي "سبوحة" فقرية "الزيمة" فوادي "نخلة اليمانية" ... إلخ". غير أن ابن خميس وحمد الجاسر يريان أن قبر أبي رغال في المغمس وهو في طريق غير طريق "الزيمة".
انظر: عبد الله بن محمد بن خميس: المجاز بين اليمامة والحجاز ص٢٦٨، ٣٩١. وحمد الجاسر: التعليق على كتاب المناسك للحربي ص٣٥٢-٣٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>