للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبب هذا الفعل الصادر من الأعراب وغيرهم هو ما صرح به حديث عمرو بن شعيب عند ابن إسحاق وغيره وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رد على هوازن سبيهم خاف الناس أن يرد إليهم الأموال أيضا فطالبوا بقسم الأموال بإلحاح شديد١.

وهذا سياق الحديث عن ابن إسحاق:

قال: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسلموا، فقالوا يا رسول الله إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك، فأمنن علينا من الله عليك، الحديث وفيه: "ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من رد سباياً حنين إلى أهلها، ركب، واتبعه الناس يقولون: يا رسول الله اقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم، حتى ألجئوه إلى شجرة، فاختطفت رداءه، فقال: "ردوا علي ردائي أيها الناس فوالله أن لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا" الحديث٢.

والحديث رواه أبو داود والنسائي وأحمد وابن الجارود والطبري والبيهقي، الجميع من طريق ابن إسحاق منهم المختصر ومنهم المطول، وقد صرح بالتحديث عند ابن الجارود والطبري والبيهقي، وكذا عند ابن هشام٣ فالحديث حسن لذاته٤.

وقد تابع ابن إسحاق على وصل هذا الحديث - يحيى٥ بن سعيد الأنصاري


١ انظر البداية والنهاية: لابن كثير ٤/٣٥٥.
٢ سيرة ابن هشام ٢/٤٨٨-٤٩٠ و ٤٩٢ والروض الأنف ٧/٢٤١-٢٤٣ و٢٤٥ و ٢٧٩ -٢٨٠.
٣ أبو داود: السنن ٢/٥٧ كتاب الجهاد، باب في الفداء الأسير بالمال والنسائي: السنن ٦/٢٢٠ كتاب الهبة٧/١١٩كتاب قسم الفيء، وأحمد: المسند٢/١٨٤ و٢١٨ وابن الجارود: المنتقى ص:٣٦٢، والطبري: تاريخ الرسل والملوك٣/٨٦-٨٧و٨٩-٩٠.
والبيهقي: السنن الكبرى ٦/٣٣٦-٣٣٧ و٧/١٧ و٩/٧٥ ودلائل النبوة ٣/٥٤-٥٥ ب أب.
٤ انظر الألباني: تخريج أحاديث فقه السيرة للغزالي ص ٤٢٦ وصحيح الجامع الصغير ٦/٢٨٠ وإرواء الغليل ٥/٣٦-٣٧ و٧٣-٧٤، وتقدم الحديث برقم (١٣٠) مع تراجم رواته، وسيأتي تحت رقم (٢٨٨) .
٥ ثقة ثبت تقدم في حديث (١٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>