للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنافق، فقال: "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي. إن هذا١ وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم٢ يمرقون منه٣ كما يمرق السهم من الرمية" ٤.

حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى ابن سعيد يقول أخبره أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله.


١ عند ابن ماجة "إن هذا في أصحابي أو أصيحاب له". وعند الحميدي وابن الجارود: "فإن هذا مع أصحاب له أو في أصحاب له".
٢ وعند ابن ماجة وأحمد: "لا يجاوز تراقيهم".
وعند أحمد أيضا "لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم".
وعند الطبراني: "لا يجاوز حلوقهم - أو حناجرهم"
والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم وهو العظم الناتيء في وسط الحلق.
والتراقي جمع ترقوة - بفتح أوله وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو- وهي العظم الذي بين نقرة النحر والعاتق، وهما ترقوتان من الجانبين.
والمعنى أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها، وقيل لا يعملون بالقرآن فلا يثابون على قراءته فلا يحصل لهم إلا سرده.
وقيل: المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلاّ مروره على ألسنتهم لا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل إلى قلوبهم لأن المطلوب تعقله وتدبره ووقوعه في القلب.
(النهاية لابن الأثير ١/١٨٧، و٤٤٩، وشرح صحيح مسلم للنووي ٣/١٠٧ وفتح الباري ١٢/٢٩٣ وهدي الساري ص ٩٢ و١٠٨، كلاهما لابن حجر) .
٣ وعند ابن ماجة وأحمد والحميدي وابن الجارود: "يمرقون من الدين"
وعند أحمد أيضا والطبراني "يمرقون من الدين مرور السهم من الرمية".
وعند احمد أيضا "يمرقون من الدين كما يمرق المرماة من الرمية".
وفي حديث أبي سعيد الخدري "يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية".
قال القاضي عياض: "معناه يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى، ولم يتعلق به شيئ منهم". (شرح النووي على صحيح مسلم ٣/١٠٧) .
٤ الرمية بفتح الراء وكسر الميم وتشديد التحتانية، أي الشيء الذي يرمى به ويطلق على الطريدة من الوحش إذا رماها الرامي، وهي فعيلة بمعنى مفعولة (فتح الباري ٦/٦١٨ و١٢/٢٨٨ و٢٨٩ وهدي الساري ص: ١٢٥ وشرح النووي على صحيح مسلم ٣/١٠٧ والنهاية لابن الأثير ٢/٢٦٨-٢٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>