للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أبو محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي:

هابت الأعداء جانبنا ... ثم تغزونا بني سلمة

وأتانا مالك بهم ... ناقضا للعهد والحرمة

وأتونا في منازلنا ... ولقد كنا أولى نقمة١

والحديث رواه الطبري عن ابن إسحاق دون شعر مالك بن عوف.

ثم قال في نهاية الحديث: "هذا آخر حديث أبي وجزة"٢.

فهو يشير إلى أن هذا الحديث رواه ابن إسحاق عن أبي وجزة ولكنه في سيرة ابن هشام وكذا عند الطبري فصل بين حديث أبي وجزة بحديث عبد الله بن عمر، فالقسم الأول من حديث أبي وجزة إلى وأعطى عمر بن الخطاب جارية، فوهبها لعبد الله بن عمر.

وتمامه: وأما عيينة بن حصن الخ.

وعلى هذا فالحديث مرسل فإن أبا وجزة من صغار التابعين فقد ذكره ابن حجر في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين٣.

والأحاديث المتقدمة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر قسم الغنائم بعد انصرافه عن الطائف ووصوله إلى الجعرانة بضع عشرة ليلة ثم وزع الغنائم بعد ذلك، ثم قدمت عليه وفود هوزان بعد أن تم توزيع السبايا والأموال بين المسلمين.

فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إليهم سبيهم وأموالهم، فأجابهم رسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يرد إليهم إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال، فاختاروا سبيهم، فرده عليهم بعد أن استطاب نفوس المسلمين في ذلك٤.

كما تدل الأحاديث أيضا على جواز استرقاق العرب كغيرهم من سائر الكفار من الأعاجم من يهود ونصارى وغير ذلك، وهو قول جمهور العلماء.

وقد أشرت إلى هذه المسألة في رسالتي غزوة بني المصطلق٥ فلا حاجة إلى إعادة القول في هذه المسألة هنا.


١ سيرة ابن هشام ٢/٤٩٠-٤٩٢. الروض الأنف ٧/٢٤٣-٢٤٥.
٢ تاريخ الرسل والملوك ٣/٨٧-٨٩.
٣ انظر: التقريب (٢/٣٦٨، و١/٥) .
٤ انظر: ص: (٣٧٣) .
٥ ص: (٣٥٩-٣٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>