للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخنثين فأخرج عن المدينة، وأمر أبو بكر برجل منهم فأخرج أيضا"١.

قال ابن حجر: "وفي هذه الأحاديث مشروعية إخراج من يحصل به التأذي للناس عن مكانه إلى أن يرجع عن ذلك أو يتوب"٢".

ثم قال ابن حجر: "وقد أخرج الطبراني وتمام٣ الرازي في "فوائده" من حديث واثلة بن الأسقع مثل حديث ابن عباس هذا بتمامه، وقال فيه: "وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة"٤ وهو العبد الأسود الذي كان يحدو٥ بالنساء".

وذكر في كتاب النكاح عند شرحه لحديث أم سلمة "أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى عن المدينة ثلاثة من المخثنتين وهم: "ماتع" و"هيث" نفاهما إلى الحمى٦، و "أنة" نفاه إلى حمراء الأسد٧".


١ المصنف ١١/٢٤٣ وهو مرسل".
٢ فتح الباري ١٠/٣٣٤ والإصابة ١/٦٧".
٣ تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الإمام الحافظ محدث الشام أبو القاسم الرازي ثم الدمشقي، قال أبو علي الأهوازي: "ما رأيت مثله في معناه، كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال، وقال أبو بكر الحداد: "ما لقينا مثله في الحفظ والخير، له كتاب (فوائد في الحديث) (٣٣٠-٤١٤هـ) .
(تذكرة الحفاظ للذهبي ٣/١٠٥٦ ومعجم المؤلفين لكحالة ٣/٩٣) .
٤ أنجشة - بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم بعدها شين معجمة ثم هاء تأنيث - ويقال فيه: "أنجش على الترخيم، كان حبشيا يكنى أبا مارية".
(فتح الباري ١٠/٣٣٤ و ٥٤٤، والإصابة ١/٦٧-٦٨) وحديثه هذا المشار إليه أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/١٠٣-١٠٤، ولفظه: "عن واثلة قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم، فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة وأخرج عمر فلانا" ثم قال: "رواه الطبراني وفيه حماد مولى بني أمية". اهـ".
وحماد قال فيه الذهبي: "قال الأزدي: "متروك، وأورد الحديث المذكور ابن حجر وقال: "رواه الطبراني بإسناد لين (ميزان الاعتدال ١/٦٠٢ ولسان الميزان ٢/٣٥٥، والإصابة ١/٦٧-٦٨) .
٥ الحداء: "بضم أوله والمد مهموز هو ضرب من الغناء تساق به الإبل (هدي الساري لابن حجر ص ١٠٣) .
٦ الحمى: "لعله حمى النقيع بالنون وهو الذي حماه رسول لله صلى الله عليه وسلم ثم عمر بن الخطاب من بعده كما سيأتي في حديث رقم (٢٥٠) ص ٥٤٤ تعليقة (٧) .
والنقيع موقع قرب المدينة وهو من ديار مزينة يبعد عن المدينة بعشرين فرسخا". (معجم البلدان لياقوت ٥/٢٩٩و٣٠١) .
وقال عاتق بن غيث البلادي: "النقيع: "فعيل من النقع وهو واد فحل من أودية الحجاز، يقع جنوب المدينة، يسيل من الحرار التي يسيل منها وادي الفرع ثم يتجه شمالا جاعلا جبال قدس على يساره، ويأخذ كل مياهها الشرقية وهو الذي حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم للخيل، يسمى الوادي النقيع إلى أن يقبل على بئر الماشي (٣٨) كيلا جنوب المدينة، ثم يسمى عقيق الحسا، إلى ذي الحليفة، ثم عقيق المدينة حتى يدفع في إضم في مجمع الأسيال".
ثم قال: "فأول النقيع ممّا يلي المدينة يبعد عنها قرابة (٤٠) كيلا جنوبا، على طريق الفرع، وأقصاه على قرابة (١٢٠) كيلا قرب الفرع". (معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ٣١٩-٣٢٠) .
٧ حمراء الأسد: "قال عاتق البلادي: "حمراء الأسد: "جبل أحمر جنوب المدينة على (٢٠) كيلا، إذا خرجت من ذي الحليفة تؤم مكة رأيت حمراء الأسد جنوبا، ليس بينك وبينها من الأعلام سوى حمراء نمل القريبة من الطريق، وتقع حمراء الأسد على الضفة اليسرى لعقيق الحسا على الطريق إلى المدينة إلى الفرع". (معجم معالم الجغرافية ص ١٠٥-١٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>