للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقيمه وكذلك هو الحكم والقطع ببلاد الحرب وغير القطع سواء ١".

وذهب الإمام أحمد والأوزاعي وإسحاق إلى أن من ارتكب حدا ببلاد الحرب لا يقام عليه الحد من قبل الإمام ولا نائبه حتى يخرج من دار الحرب فيقام عليه".

٢٦٠- واستدلوا بحديث بسر٢ بن أرطأة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقطع الأيدي في السفر".

وفي لفظ: "لا تقطع الأيدي في الغزو" ٣.

وقد اختلف العلماء في بسر بن أرطأة هل له صحبة أوّلاً، قال ابن عبد البر: "يقال إنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو صغير، هذا قول الواقدي وابن معين وأحمد وغيرهم".

وقالوا: "خرف في آخر عمره".

وأما أهل الشام: "فيقولون إنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قال: "ولبسر ابن أرطأة حديثان هذا أحدهما والثاني: "في الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة" ٤.

وكان يحيى بن معين يقول: "لا تصح له صحبة وكان يقول فيه رجل سوء"٥ إهـ".

وقال المنذري: "وكان يحيى بن معين لا يحسن الثناء عليه، وهذا يدل على أنه عنده لا صحبة له، وغمزه الدارقطني"٦".أهـ.


١ الأم ٧/٣٢٢-٣٢٣".
٢ بسر بن أرطأة ويقال ابن أبي أرطأة واسمه عمير بن عويمر بن عمران القرشي العامري، نزيل الشام، من صغار الصحابة (ت ٨٦) . / د ت س". (التقريب ١/٩٦ وتهذيب التهذيب ١/٤٣٥) .
٣ سنن أبي داود ٢/٤٥٣ كتاب الحدود، باب السارق يسرق في الغزو أيقطع؟ ". وسنن الترمذي ٣/٥ كتاب الحدود، باب ما جاء أن لا يقطع الأيدي في الغزو". وسنن النسائي ٨/٨٤ كتاب السارق، باب القطع في السفر". ومسند أحمد ٤/١٨١". والدارمي ٢/١٥٠ كتاب السير، باب في أن لا يقطع الأيدي في الغزو". والطبراني: "المعجم الكبير ٢/١٩". والسنن الكبرى للبيهقي ٩/١٠٤".
٤ الحديث رواه أحمد في المسند ٤/١٨١، وابن حبان كما في موارد الظمآن ص ٦٠١، والطبراني في المعجم الكبير ٢/١٩".
٥ الاستيعاب ١/١٥٤ و١٥٥ و١٥٦ مع الإصابة".
٦ عون المعبود ١٢/٨٣، وتحفة الأحوذي ٥/١٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>