للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحارث عن الحسن البصري قال: "لما مات محلم بن جثامة دفنه قومه فلفظته الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض فطرحوه بين صخرتين فأكلته السباع١".

وأورده الهيثمي ثم قال: "رواه الطبراني وإسناده منقطع٢".

والحديث رواه ابن إسحاق فقال: "حدثني من لا أتهم عن الحسن البصري قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس بين يديه: "أمنته بالله ثم قتلته!

ثم قال له المقالة التي قال، قال: "والله مامكث محلم بن جثامة إلا سبعا حتى مات فلفظته الأرض –والذي نفس الحسن بيده- الأرض، ثم عادوا له، فلفظته الأرض ثم عادوا فلفظته، فلما غلب قومه عمدوا إلى صدين٣ فسطحوه٤ بينهما، ثم رضموا٥ عليه الحجارة حتى واروه".

قال: "فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه، فقال: "والله إن الأرض لتطابق٦ على من هو شر منه، ولكن الله أراد أن يعظكم في حرم٧ مابينكم بما أراكم منه" ٨.

والحديث مرسل، والمرسل من قسم الحديث الضعيف عند جماهير المحدثين وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول٩".

والأحاديث بمجموعها تدل على أن هذه القصة حصلت لمحلم بن جثامة الليثي في قتله عامر بن الأضبط الأشجعي بعد أن ظهر منه ما يدل على أنه مسلم وأنه نزل في ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} ، [سورة النساء، من الآية: ٩٤] . الآية".


١ مغازي الواقدي ٣/٩٢١".
٢ مجمع الزوائد ٧/٢٩٤".
٣ صدين: "الصد: "بضم الصاد وفتحها: "الجبل وناحية الوادي".
٤ فسطحوه: "أضجعوه بينهما".
٥ رضموا عليه: "الرضم ويحرك وكتاب صخور عظام يرضم بعضها فوق بعض في البناء، والمعنى ألقوا عليه عليه من الحجارة حتى ستروه وغطوه". (القاموس المحيط ١/٢٢٨، ٣٠٦ و٤/١٢٠) .
٦ لتطابق: "بتشديد الطاء: "أي تضم وتغطي". (المصدر السابق ٣/٢٥٦) .
٧ حرم: "أي يريد الله أن يعلمكم حرمة ما بينكم وأن المسلم لا يجوز انتهاك حرمته لأنه معتصم بالإسلام ممتنع بحرمته ممن أراده أو أراد ماله". (النهاية ١/٣٧٢ والقاموس المحيط ٤/٩٥) .
٨ سيرة ابن هشام ٢/٦٢٨ والروض الأنف ٧/٤٩٠، وأنساب الأشراف للبلاذري ص ٣٨٦".
٩ انظر تدريب الراوي ص ١٨٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>