للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال النووي: "نفي ابن عمر هذا محمول على نفي علمه، أي أنه لم يعلم ذلك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة والإثبات مقدم على النفي لما فيه من زيادة علم".

وقد ذكر مسلم في كتاب الحج اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة عام حنين من رواية أنس رضي الله عنه١".

وقال ابن كثير: "وهذا غريب جدا عن ابن عمر وعن مولاه نافع في إنكارهما عمرة الجعرانة، وقد أطبق النقلة ممن عداهما على رواية ذلك من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وذكر ذلك أصحاب المغازي والسنن كلهم".

إلى أن قال: "والمقصود أن عمرة الجعرانة ثابتة بالنقل الصحيح الذي لا يمكن منعه ولا دفعه ومن نفاها لا حجة معه في مقابلة من أثبتها٢".

وقال ابن حجر: "وقد خفيت عمرة الجعرانة على ابن عمر كما خفيت على غيره كما ذكر ذلك محرش٣ الكعبي فيما أخرجه الترمذي٤".

قلت: "الحديث أيضاً، أخرجه أبو داود والنسائي والحميدي والدارمي والفسوي والشافعي وأحمد وابن سعد والبيهقي وهذا سياقه عند الترمذي:

٣٠٣- قال: "حدثنا محمد٥ بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد٦ عن ابن جريج٧


١ شرح النووي على صحيح مسلم ٤/٢٠٦ وانظر حديث أنس ص (٧١٢) .
٢ البداية والنهاية ٤/٣٦٦".
٣ محرش - بضم أوله وفتح المهملة وكسر الراء الثقيلة - وشين معجمة، ويقال: "بسكون الحاء المهملة - وفتح الراء وكسر الميم - وهو ابن سويد بن عبد الله بن مرة الخزاعي الكعبي، عداده في أهل مكة، صحابي له حديث في عمرة الجعرانة".
وهكذا قال الحميدي وعمرو بن علي الفلاس، بأنه بالحاء المهملة، وقيل: "إنه مخرش - بالخاء المعجمة"./ د ت س". (التقريب ٢/٢٣٢ وتهذيب التهذيب١٠/٥٨-٥٩ والإصابة ٣/٣٦٩، والاستيعاب٣/٥٠٤ معالإصابة وأسد الغابة٥/١٠٤، والخلاصة للخزرجي ٣/٧٧) .
٤ فتح الباري ٣/٦٠٠و ٦/٢٥٣".
٥ محمد بن بشار بن عثمان العبدي، البصري، أبو بكر، بندار - بضم الباء الموحدة وسكون النون - ثقة من العاشرة (ت ٢٥٢) . / ع". (التقريب ٢/١٤٧، وتهذيب التهذيب ٩/٧٠، والمغني لابن طاهر الهندي ص ١١) .
٦ يحيى بن سعيد هو القطان "ثقة متقن حافظ" تقدم في حديث (٧٤) .
٧ ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز "ثقة فقيه فاضل يدلس" (التقريب١/٥٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>