للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

، وَلِلْعَدْوِ أَيْضًا مَعْنًى غَيْرُ ذَلِكَ، وَهُوَ الْجَوْرُ وَالظُّلْمُ، يُقَالُ مِنْهُ: عَدَا فُلَانٌ، فَهُوَ يَعْدُو عَدْوًا وَعُدْوَانًا وَعُدُوًّا، وَذَلِكَ إِذَا جَارَ وَظَلَمَ، وَيُقَالُ: عَدَانِي عَنْ لِقَائِكَ كَذَا وَكَذَا، فَهُوَ يَعْدُونِي عَنْهُ عَدْوًا، وَذَلِكَ إِذَا شَغَلَهُ عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ الْعَبْسِيُّ:

[الْبَحْر الْكَامِل]

هَجَرَتْ غَضُوبُ، وَحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وَعَدَتْ عَوَادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ

وَقَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ:

[الْبَحْر الطَّوِيل]

وَأَنَّى عَدَانِي عَنْكِ لَوْ تَعْلَمِينَهُ ... مَصَائِبُ لَمْ يَنْزِلْ سِوَايَ جَلِيلُهَا

وَأَمَا قَوْلُهُمْ: أَعْدَانِي فُلَانٌ عَلَى كَذَا، فَإِنَّهُ مَعْنًى غَيْرُ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: أَعَانَنِي عَلَيْهِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَعْدِنِي يَا فُلَانُ عَلَى فُلَانٍ، وَآدِنِي، يَعْنِي بِهِ: قَوِّنِي عَلَيْهِ وَأَعِنِّي، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَعَلَّمْتُ تَرْقِيقَ الْمَعِيشَةِ بَعْدَمَا كَبِرْتُ، وَأَعْدَانِي عَلَى اللُّؤْمِ خَالِدُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «أَعْدَانِي، أَعَانَنِي» يُقَالُ مِنْهُ: " أَعْدَاهُ عَلَيْهِ، فَهُوَ يُعْدِيهِ إِعْدَاءً، وَأَمَّا الْعِدَاءُ بِالْمَدِّ فَهُوَ مَصْدَرٌ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: عَادَى فُلَانٌ بَيْنَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الرِّجَالِ، إِذَا وَالَى بَيْنَ قَتْلِهِمْ، عِدَاءً، وَكَذَلِكَ إِذَا وَالَى بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّيْدِ قِيلَ: عَادَى بَيْنَهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرٍ

<<  <   >  >>