قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي: هذا كتاب ذكرت فيه إعراب ثلاثين سورة من المفصل بشرح أصول كل حرف وتلخيص فروعه، وذكرت فيه غريب ما أشكل [منه]، وتبيين مصادره وتثنيه وجمعه؛ ليكون معونة على جميع ما يرد عليك من إعراب القرآن إن شاء الله. وما توفيقنا إلا بالله.
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
•"أعوذ" فعل مضارع، علامة مضارعته الهمزة في أوله، وعلامة رفعه ضم آخره. وهو فعل معتل لأن عين الفعل واو، والأصل أعوذ [على مثال أفعل] فاستثقلوا الضمة على الواو، فنقلت إلى العين فصارت أعوذ، وكذلك أقول وأزول، وماكان مثله فهذه علته. فالهمزة في أعوذ إخبار عن النفس، أعوذ أنا. والياء للغائب، يعوذ هو. والتاء للمؤنث الغائبة، تعوذ هي، وللمخاطب الشاهد، تعوذ أنت يا رجل. فإن جعلت الخطاب للمرأة قلت أنت تعوذين يا امرأة؛ فالياء علامة التأنيث، والنون علامة الرفع لأنها تسقط للجزم إذا قلت لم تعوذي، وكذلك للنصب. والنون للمتكلم إذا كان معه غيره نحن نعوذ نحن نقوم. فإذا صرفت الفعل قلت عاذ يعوذ عوذًا