•قوله تعالى:"ألهاكم التكاثر" ألف «ألهى» ألف قطع لثبوتها في الماضي، وضم أول المضارع. والتصريف منه ألهى يُلهي إلهاءً فهو ملهٍ. يقال: لهيت عن الشيء ألهى لهيا إذا غفلت عنه وتركته، وألهاني غيري. ومن ذلك الحديث:«إذا استأثر الله بشيء فاله عنه». ولهوت من اللهو واللعب ألهو لهوا فأنا لاه. واللهو في غير هذا الموضع الولد؛ قال الله تعالى:(لو أردنا أن نتخد لهوا): أي ولد [تبكيتا للكفرة أعداء الله الذين ادعوا [أن] اتخذ الله ولدًا] ما لهم به من علم ولا لآبائهم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. ومن قرأ «آلهاكم» على قراءة ابن عباس أدخل الألف توبيخا على لفظ الاستفهام، فلما التقت همزتان همزة التوبيخ وهمزة القطع لينوا الثانية؛ كقوله عز وجل (آنذرتهم). [وقد روي عن الكسائي «أألهاكم» بهمزتين على الأصل مثل «أأنذرتهم»]. والكاف والميم في «ألهاكم» في موضع نصب. فكل كاف أو هاء اتصلت بفعل فهي نصبٌ، وإذا اتصلت بإسم أو حرف فهي جر، إلا أن يكون الحرف مشبهًا بالفعل نحو «إن» وأخواتها؛ فإنك تحكم على إعراب مكنيه بإعراب ظاهره، مثل إن زيدًا، وإني، وإنك، وإنه.