• "وأما من خفت موازينه" إعرابه كإعراب الأول. يقال: خف يخف خفا وخفوفا فهو خفيف. ولم يقولوا خاف. ورجل خفيف وخفاف، كقولهم: شيء عجيب وعجاب، ورجل كبير وكبار. فإن أردت المبالغة في المدح قلت خفاف وكبار، كما قال الله تعالى:(ومكروا مكرا كبار). وقرأ عيسى بن عمر:(ومكروا مكرا كبارا) بالتخفيف. وقرأ ابن محيصن (كبارا) بكسر الكاف والتخفيف. وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيد أن أبا عبد الرحمن السلمي قرأ:(إن هذا لشيء عِجَاب). و «موازينه» رفع بفعلها. واختلف الناس في الموازين، فقيل إن العبد توزن أعماله، تجعل حسناته في كفة وسيئاته في كفة، فإن رجحت حسناته دخل الجنة، وإن رجحت سيئاته هوى في النار، فذلك قوله:(فأمه هاوية). وإنما سميت جهنم أما للكافر إذ كان مصيره إليها ومأواه. وكل شيء جمع شيئًا وضمه إليه فهو أم له؛ من ذلك أم الرأس: مجتمع الدماغ، وأم القرى: مكة، وأم رحم [مكة] أيضًا، وأم السماء: المجرة، وأم عبيد: الصحراء، وأم عزم، وأم سويد [الطبيجة]، وأم الكتاب: اللوح المحفوظ، وأم القرآن: فاتحة الكتاب. وجمع الأم من الناس أمهات، ومن البهائم أماتٌ.