للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المُشَبَّه بنَوْر الأُقْحُوان» (١).

وقال القرطبي: «أي: لا تَعْجَل بقراءة القرآن، بل اقرأه في مَهَل وبيان مع تدبر المعاني. وقال الضحاك - رحمه الله -: اقرأه حرفًا حرفًا. وقال مجاهد - رحمه الله -: أحب الناس في القراءة إلى الله أعقلهم عنه (٢).

والترتيل: التنضيد والتنسيق، وحُسْن النظام، ومنه ثغر رَتِل ورَتَل ... إذا كان حسن التنضيد.

وسمع علقمة رجلًا يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رَتَّل القرآن فداه أبي وأمي (٣).

وقال أبو بكر بن طاهر - رحمه الله -: تَدَبَّر في لطائف خطابه، وطَالِب نفسك بالقيام بأحكامه، وقلبك بفهم معانيه، وسِرَّك بالإقبال عليه» اهـ (٤).

وقال ابن كثير - رحمه الله -: «أي: اقرأه على تمهُّل؛ فإنه يكون عونًا على فهم القرآن وتدبره» اهـ (٥).

ويقول ابن مفلح - رحمه الله -: «قال القاضي: أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة ... وأكمله أن يُرتِّل القراءة ويتوقف فيها ... والتَّفَهُّم فيه والاعتبار فيه مع قلة القراءة، فهو أفضل من إدراجه بغير فهم.


(١) الكشاف (٤/ ١٧٥)، وبنحوه في تفسير القرطبي (١/ ١٧)، (بتصرف يسير). ونَوْر الأُقْحُوان: زَهْرُه، والثَّغْر: الفم، والأُقْحُوان: نَبْت زَهْرُه أصفر أو أبيض، ورقه مُحَدَّد كأسنان المنشار، ومنه: البَابُونَج، وقد كثر تشبيه الأسنان بالأبيض المُحَدَّد منه. انظر: المعجم الوسيط (الأقحوان)، (١/ ٢٢).
(٢) مختصر قيام الليل (١/ ١٣٢)، نوادر الأصول في أحاديث الرسول (٢/ ٢٨٧)، تفسير السمرقندي (٣/ ٥٠٩).
(٣) رواه البيهقي في الشعب (١٩٧٣) بنحوه.
(٤) تفسير القرطبي (١٩/ ٣٧).
(٥) تفسير ابن كثير (٨/ ٢٥٠).

<<  <   >  >>