للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذِكْرُ جملة من الأمور المُعِينة على التدبر، مما يكون مُشترَكًا بين الاستماع والتلاوة:

[١ - إدراك أهمية التدبر وفائدته]

قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله -: «فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر» (١).

وقد مضى الحديث عن هذا المعنى، لكن المراد هنا التنبيه على أن من لا يُدْرِك أهمية التدبر، فإنه لن يلتفت إليه.

[٢ - استحضار عظمة المتكلم بالقرآن]

فإذا كان الإنسان يَتَمَعَّن كثيرًا حينما يقرأ خطاب من يُعظِّمه من البشر، ويقف مع كل حرف فيه، ويتأمل في مضامينه، فإن كلام الله تعالى أولى بذلك، وأحق لدى أصحاب القلوب الحيَّة.

قال ابن قدامة - رحمه الله -: «وليعلم أن ما يقرؤه ليس كلام بشر، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه، ويتدبر كلامه؛ فإن التدبر هو المقصود من القراءة» اهـ (٢).

قال الحارث المحاسبي: «إذا كان كلام العالم أولى بالاستماع من كلام الجاهل، وكلام الوالدة الرَّؤُوم أحق بالاستماع من كلام غيرها، فالله أعلم العلماء وأرحم الرحماء، فكلامه أولى كلام بالاستماع، والتدبر، والفهم» اهـ (٣).


(١) مفتاح دار السعادة (١/ ٥٥٣).
(٢) مختصر منهاج القاصدين، ص: ٦٨، وينظر: الإحياء (١/ ٢٨٢).
(٣) العقل وفهم القرآن، ص: ٢٤٧.

<<  <   >  >>