كتاب الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

الشروط الأساسية للتدبر - الشرط الثالث: وجود قدر من الفهم للكلام المقروء أو المسموع - ص: 84

وعن محمد بن واسع - رحمه الله - قال: «من قَلَّ طُعْمُه، فَهِم وأفهم وصَفَا ورَقّ، وإن كثرة الطعام لَيُثْقِل صاحبه عن كثير مما يريد» (١).

وعن أبي سليمان الداراني - رحمه الله - قال: «إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، فلا تأكل حتى تقضيها؛ فإن الأكل يغير العقل» (٢).

وعن قُثَم العابد - رحمه الله - قال: «كان يقال: ما قَلَّ طعام امرئ قط إلا رَقّ قلبه ونَدِيَتْ عيناه» (٣).

وعن أبي عمران الجَوْني ­ - رحمه الله - قال: «كان يقال: من أحب أن يُنَوَّرَ قَلْبُهُ، فَلْيُقِلَّ طُعْمَه» (٤).

وعن إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - قال: «من ضَبَطَ بطنه ضَبَط دينه، ومن مَلَك جُوعَه مَلَك الأخلاق الصالحة» (٥).

وقال الحسن بن يحيى الخُشَني - رحمه الله -: «من أراد أن يُغْزِر دموعه ويرِقّ قلبه، فليأكل وليشرب في نصف بطنه».

وقال أحمد بن أبي الحواري - رحمه الله -: «فحَدَّثْتُ بهذا أبا سليمان فقال: إنما جاء الحديث: «ثلث طعام وثلث شراب»، وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم فربحوا سُدُسًا» (٦).

---

(١) رواه ابن أبي الدنيا في الجوع (٤٩).
(٢) السابق (٨٧).
(٣) السابق (١٢٤).
(٤) السابق (١٤٢).
(٥) ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٧٣).
(٦) رواه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣١٨).