، لصلاة الظهر، فأجمل القول فيما فسّره على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما كان الموضع موضعا قصد منه ذِكر الجَمْل قال:(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
ومعنى (من قبلهم) و (قبلهم) واحد، والعامل في الظرف كونٌ محذوف، لأن الكون المذكور هو لكيفية العاقبة، وهذا لكونهم قبلهم، وقد أظهر في سورة المؤمن حيث قال:( ... كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... ) ، ثم استأنف. الإخبار عنهم بأفعال فعلوها أو قدّم ذكر أحدها ونسق الباقي عليه فقال:(كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ... )
إلى آخر أمرهم، فكان حذف الواو الاختيار في هذا المكان، لأن التقدير لمّا قال:( ... كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... ) صار كأن سائلا سأل فقال: كيف كانوا وبماذا عوملوا؟ فجاء، (كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً)