فالجواب أن يقال: قد أجبنا في (جامع التفسير) عن ذلك بأجوبة كثيرة، فنذكر (منها واحدا في هذا الموضع، وهو أن
يقال: معناه لا أعبد الأصنام لعلمي بفساد ذلك، ولا أنتم تعبدون الله لجهلكم
ما يوجب عليكم، ولا أعبد آلهتكم لتعبدوا الله مناوبة بيننا، ولا أنتم تعبدون الله من أجل أن يكون سبقت مني عبادة آلهتكم، وذلك أن المشَركين قالوا له - صلى الله عليه وسلم -: اعبدْ سنةً ما نعبدُ، ونعبدُ سنةً ما تعبد، ونشرك نحن وأنت في أمرنا كله، فقال في الأول:
لا يكون مني عبادة الأصنام لعلمي ببطلانها، ولا تكون منكم عبادة الله لجهلكم بأنه وحده هو الذي تحقّ له العبادة.
وقال في الثانى ما نفى العبادة التي دعوا إليها مناوبة منهم، فلم يقع تكرار على هذا الوجه، ولا على الأوجه الأخر التي ذكرنا