على الإنسان فعله، إلا أن الله حسّنه. بما وعد مَن عفا عما يجب له من الأجر الذي ضمنه، ففيه مع جزيل الثواب إصلاحُ ما بين عشيرته وعشيرة الجانى عليه بإطفاء الثائرة عنهما، وإذا كان ذا من أصعب ما يتحمله الإنسان وجب من توكيد الكلام فيه ما لا يجب في غيره فأدخلت اللام على:(لَمن عزم الأمور) ، على معنى أنه من الأمور التي يُحتاج إلى توطين النفس عليها، وتخير أرفعها وأعلاها.
وليس كذلك ما في سورة لقمان؟ لأنه قال:(واصبر على ما أصابك) وليس يختص صبرا على ظلم يلحقه فيرغب في العفو عن الظالم بل تكون شدائد لا يهيّج النفوس الانتصار فيها ولا تدعو دواع إلى الانتقام لها من الرزَايا في الأنفس والأموال، وما يكون من قبل الله تعالى مما تعبّدنا فيه بالصبر وليس لنا غيره.