للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية الثالثة منها

قوله تعالى: (.. كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ... )

قال فيما تقدم من سورة الزمر: (.. ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا.. .

للسائل أن يسأل عن قوله في سورة الحديد: (ثُمَّ يَكُونُ) وقوله في سورة الزمر: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ) وهل كان وجه الكلام أن لو جاء أحدهما مكان الآخر؟ والجواب أن يقال: إن الأفعال التى نسق هذا الفعل عليها في سورة الزمر

هى أفعال الله تعالى، لأنه قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) ،

فهو معطوف على قوله: (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا) .

والذي في سورة الحديد لم يسند الفعل المتقدم فيه إلى الله تعالى فيسنَد إليه ما بعده، وإنما هو: (.. كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ ... )

<<  <  ج: ص:  >  >>