وقد بينا أن سورة الشعراء أكثر اقتصاصا لأحوال موسى عليه السلام في بعثه، وابتداء أمره، وانتهاء حاله مع عدوه، فجمعت لفظ الوعيد المبهم مع اللفظ المقرب له، المحقق وقوعه إلى اللفظ المفصح بمعناه، ثم وقع الإقتصار في السورة التي لم يقصد فيها من اقتصاص الحال ما قصد في سورة الشعراء على ذكر بعض ما هو في موضع البسط والشرح، وهو التعريض بالوعيد مع الإفصاح به.
وأما في سور طه فإنه اقتصر على التصريح بما أوعدهم به وترك:(فسوف تعلمون) وقال: (فلأقطعن أيديكم) طه: ٧١ إلا أنه جاء بدل هذه الكلمة ما يعادلها ويقارب ما جاء في سورة الشعراء التي هي مثلها في اقتصاص أحواله من ابتدائها إلى حين انتهائها، وهو قوله بعده:(..ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى) طه: ٧١ فاللام والنون في: