للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعراف: ١٩٢ و (لا يبصرون) الأعراف: ١٩٨ و (الجاهلين) الأعراف: ١٩٩. فأخرجت هذه الفاصلة بأقرب ألفاظ الأسماء المؤدية معنى الفعل، أعني النكرة، وكان المعنى: استعذ بالله إنه يسمع استعاذك، ويعلم استجارتك.

والتي في سورة (حم السجدة) قبلها فواصل سلك بها طريق الأسماء، وهي ما في قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) فصلت: ٣٤-٣٥.

فقوله: (ولي حميم) ليس من السماء التي يراد بها الأفعال، وكذلك قوله: (ذو حظ عظيم) ليس ذو حظ بمعنى فعل، فأخرج (سميع عليم) بعد الفواصل التي هي على سنن الأسماء على لفظ يبعد عن اللفظ الذي يؤدي معنى الفعل، فكأنه قال: إنه هو الذي لا يخفي عليه مسموع ولا معلوم، فليس القصد الإخبار عن الفعل، كما كان في الأولى: إنه يسمع الدعاء، ويعلم الإخلاص، فهذا فرق ما بين

<<  <  ج: ص:  >  >>