وأما في سورة المؤمن فإنه لم يتقدمه مثل ما تقدم هنا، بل قال تعالى قبله:(ما يجادل في آيات الله الذين كفروا فلا يغررنك تقلبهم في البلاد* كذبت قبلهم قوم نوح ... ) المؤمن: ٤-٥ فأخبر عن
الكفار الذين في عصره بأنهم كفروا بمجادلتهم في آيات الله، فشبههم بالقوم الذين مضوا قبلهم حيث قال (..وهمت كل أمة بسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق..) المؤمن: ٥ ثم قال تعالى: (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) المؤمن: ٦ فلما أراد الذين قدم ذكرهم من أول القصة، وهو الذين أخبر عنهم بقوله) ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررنك تقلبهم) المؤمن: ٤ كان أن يصفهم بما وصفهم به قبل من الكفر أولى وأدل على أن المعنيين بوجوب النار لهم، هم الذين قدم ذكرهم.
والجواب عن المسألة الثالثة، وهي:(كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا ؤمنون) يونس: ٣٣ وقوله في سورة المؤمن ٦: (أنهم أصحاب