قد تأخرت عن مكانها من السورة، لأنها سئل عنها بعدما أمليت ما تقدم منها، فذكرناها في آخرها لئلا تغير تراجم المسائل، وترتيب الآي فيها.
فإن قال قائل: قوله تعالى في سورة هود ٥٨ (ولما جاء أمرنا نجينا هودا) وفي آخر السورة في قصة شعيب: (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا) هود: ٩٤ فعطف لما على ما قبلها بالواو، وقال في قصتي صالح ولوط عليها السلام:(فلما جاء أمرنا نجينا صالحا) هود: ٦٦ وقال: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها) هود: ٨٢ نعطف لما بالفاء دون الواو، وما الفرق الذي أوجب اختلاف حرفي العطف في المواضع الأربعة من هذه السورة؟
والجواب أن يقال: إن هذا الحرف في قصة هود بعد خروج من خبر عنه، هو حكاية لقوله إلى ما هو إخبار من الله تعالى عما كان من فعله ألا تراه قال تعالى:(قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون) هود: ٥٤ إلى قوله: (فإن تولوا فقد أبلغتكم مأرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا) هود: ٥٧ أي: يهلككم ويقيم غيركم مقامكم فينزل بكم أكبر