وقال في سورة النمل ٦٠:(أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنتبوا شجرها) .
للسائل أن يسأل فيقول: قال في هذه الآية الأولى (وأنزل من السماء) وقال في الثانية: (وأنزل لكم من السماء) فما الذي أوجب لكم في الثانية، ولم يوجبها في الأولى؟
والجواب إن لكم في آخر الآية الأولى مذكورة، لأنه قال:(فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) فأغنى ذكرها هناك عن ذكرها أولا، والآية الثانية لما لم يكن في آخرها ذكر أنه فعل لهم ذكر في أولها لكم لأن بعدها:(فأنبتنا به حدائق ذات بهجة) وليست لكم في قوله: (ما كان لكم أن تنتبوا شجرها) تكفي من ذكرها في أولها، لأنها في معنى غير معنى: خلق لكم أصناف النعم.