للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهلك به مَن قبلهم، وأنه ليس لكم فيما تؤتونه في الدنيا عوض ممّا يفوتكم في الأخرى لأن جميع ذلك لا ينفكّ ممّا تنتفعون به انتفاعا منقطعا وإن تطاول أمده، وتتزيّنون به، فجميع أعراض الدنيا مستوعبة بهذين اللفظين: إما مالا يستغني عنه الحى من مأكول ومشروب وملبوس ومنكوح، ويرى العاقل المتعة بها قليلة وإن كانت طويلة لانقطاعها بالموت وإنهائها إلى حسرة الموت؟ وإمّا ما لاحاجة به إليه من فضول العيش مما يتزيَّن به من الملابس الفاخرة والآلات الحسنة، والدور المزوَّقة المنجَّدة، والخيل والبغال والحمير ما ركب منها للحاجة إليها، وما اتخذ زينة يتجمل به عند الأكفاء، فما كان محتاحاً إليه فهو متاع أيام قليلة، وما فضل عن ذلك فهو ممّا يقتنى لعبا وزينة. والدليل على أن الخطاب

<<  <  ج: ص:  >  >>