للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما الآية في سورة حم عسق فإنها بعد قوله: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)

وهذا عام في المصائب، والمراد به الخصوص، لأنه ليس كل مصيبة مستحقة باجترام، إذ قد تصيب من لا جرم له، ومن لم يبلغ حدَّ التكليف فلا يجب عقابه على ذنب يكون منه، والمخاطبون مخصوصون بالمعنى وإن عموا باللفظ.

وقوله: (ويعفو عن كثير) أي: عن ذنوب كثيرة يتجاوز عنها، ويؤاخِد

بها، ولا يكون ذلك للكفار، لأن العفو مبذول لمستحقه، وإذا صح أن هذا الخطاب متوجّه على المسلمين، وتبعه قوله: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٣١)

علم أنه وعيد لهم، وليسوا من القوم الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>