للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل الخليفة في الإسلام. وإنما اشتقوا له اسماً من تبع يتبع، فقالوا له: تبع. وقوله "وأبرهة" يعني: أبرهة الأشرم.

٢٠ ... لقيم بن لقمان من أخته

فكان ابن أخت، له، وابنما

قال: كان لقمان، أبو لقيم، رجلاً عادياً شديداً، وكانت له أخت مثله في الشدة. فقالت أخته لامرأته: إنك تضوين فقفليني له الليلة - أي أرسليني منا تفعل الجند من المغزى - بهيئتك، وتغيبي أنت عنه. ففعلت، فجاءته في هيئة امرأته، ليلاً، فوقع بها فأحبلها. فلما كان الليلة الأخرى أتى امرأته فقال: "هذا الليلة حر معروف". فأرسلها مثلاً. وقد كان أنكر ليلته الأولى. وولدت أخته لقيماً. وكان مثله في الشدة. وإنما ضربه النمر مثلاً.

٢١ ... ليالي حمق، فاستحصنت

إليه، فغر بها، مظلما

٢٢ ... فأحبلها رجلٌ نابهٌ

فجاءت به، رجلاً، محكما

قوله: "نابهٌ" أي: ذو صيتٍ. ونباهة: رفعة. و"محكم": حكيم. يقول: أحبلها لقمان، فجاءت بلقيمٍ.

٥١ وقالت امرأةٌ من الأعراب

من بني عمرو بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. واسمها برة بنت الحارث، ترثي ابناً لها. أنشدها الأصمعي:

١ ... يا عمرو، ما بي عنك من صبر

يا عمرو، يا أسفا، على عمرو

٢ ... لله، ما عمرٌو، وأي فتًى

كفنت، ثم وضعت، في القبرِ؟

٣ ... أحثو التراب، على مفارقه

وعلى غرارة وجهه، النضر

٤ ... حين استوى، وعلا الشباب به

وبدا، منير الوجه، كالبدرِ

٥ ... وأقام منطقه، فأحكمه

وروى، وجالس كل ذي حجرِ

٦ ... ورجا أقاربه منافعه

ورأوا شمائل ماجدٍ، غمرِ

٧ ... وأهمه همي، فساوره

وغدا، مع الغادين، في السفر

٨ ... تعدو، به، شقاء سلهبةٌ

مرطى الجراء، شديدة الأسر

٩ ... تثب الخبار، به، ويقدمها

فلجٌ، يقلب مقلتي صقر

١٠ ... كيف التعزي، عنك، يا عمرو

أم كيف لي، يا عمرو، بالصبر؟

١١ ... ربيته عصراً، أفنقه

في اليسر، أغذوه، وفي العسر

١٢ ... حتى إذا التأميل، أمكنني

فيه، قبيل تلاحق الثغر

١٣ ... أدبته، تأديب والده

سعد، أبيه، أبي أبي نصر

١٤ ... وجعلت، من شفقي، أنقله

في الأرض، بين تنائفٍ، غبر

١٥ ... أدع المزارع، والحصون، به

وأحله، في المهمه، القفرِ

١٦ ... أبني الرواق، على أريكته

ليقيل، دون الشمس، في ستر

١٧ ... ما زلت أصعده، وأحدره

من قتر موماةٍ، إلى قتر

١٨ ... هرباً به، والموت يطلبه

حيث انتويت، به، ولا أدري

١٩ ... حتى دفعت به، لمضجعه

سوق العتير، يساق للعترِ

٢٠ ... ما كان إلا أن حللت به

ودنا، فأغفى، مطلع الفجر

٢١ ... ورمى الكرى رأسي، فمال به

وسن يساور، منه، كالسكر

٢٢ ... والقوم صرعى، بين أرحلهم

لكأنما ثملوا، من الخمر

٢٣ ... إذ راعني صوتٌ، نبهت، له

وذعرت، منه، أيما ذعر

٢٤ ... فإذا منيته، تساوره

قد كدحت، في الوجه، والنحر

٢٥ ... وإذا له علزٌ، وحشرجةٌ

مما يجيش به، من الصدرِ

٢٦ ... والموت يقبضه، ويبسطه

كالثوب، عند الطي، والنشرِ

٢٧ ... فدعا لأنصره، وكنت له

من قبل ذلك، حاضر النصر

٢٨ ... فعجزت، عنه، وهي راكبةٌ

بين الوريد، ومدفع السحر

٢٩ ... فمضى، وأي فتى فجعت به

جلت مصيبته، عن القدر؟

٣٠ ... لو قيل: تفديه، بذلت له

نفسي، وما جمعت، من وفرِ

٣١ ... أو كنت مقتدراً، على عمري

آثرته بالشطر، من عمري

٣٢ ... أحنى، عليه، الدهر كلكله

من ذا يقوم، لكلكل الدهر؟

٣٣ ... قد كنت، لي، عضداً إلى عضدي

ويداً وظهراً، لي، إلى ظهري

٣٤ ... قد كنت لي ذخراً، أسر به

فأرى الزمان عدا، على ذخري

٣٥ ... قد كنت ذا فقرٍ إليك، فعزني

ربي، عليك، وقد رأي فقري

٣٦ ... لو شاء ربي كان متعني

بابني، وشد بأزره أزري

٣٧ ... بنيت عليك، بني، أحوج ما

كنا إليك، صفائح الصخر

٣٨ ... لا يبعدنك الله، يا عمرو

إما مضيت فنحن بالإثر

<<  <   >  >>