أضحى جذيمة في يبرين منزله ... قد حاز ما جمعت، في دهرها، عادُ
وكان ملك العرب يومئذ، بأرض الجزيرة، ومشارق بلاد الشام، عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العاملي. فجمع جذيمة جنوده من العرب، فسار إليه يريد غزاته، وأقبل عمرو بن الظرب، بجموعه، من الشام. فاقتتلوا قتالاً شديداً. فقتل عمرو بن الظرب، وفضت جنوده، وانصرف جذيمة، بمن معه، غانمين. فقال في ذلك الأعور بن عمرو بن هناءة بن مالك بن فهم الأزدي:
كأن عمرو بن ترنا لم يعش ملكاً ... ولم تكن حوله الرايات تختفقُ
لاقى جذيمة، في شعواء مشعلةٍ ... فيها خراشيف، بالنيران ترتشق
ويقال: إن الزباء رومية. ولذلك قال عدي:
مخالبة ابنة الرومي زبا
فملك، بعد عمرو بن الظرب، ابنته الزباء، واسمها نائلة. وكان