للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ملكي بملكك، وبلادي ببلادك. وزعم حماد، وأبو عمرو، وأبو عبيدة، أن جذيمة هو الذي كتب إليها، وأراد تزوجها. فلما انتهى كتاب الزباء إلى جذيمة، وقد عليه رسلها، استخفه ما دعته إليه، ورغب فيها، وفيما أطمعته فيه. فجمع أهل الحجى، من ثقات أصحابه، وهو بالبقة من شاطئ الفرات، فعرض عليهم ما دعته إليه الزباء، وعرضته عليه، واستشارهم في أمره. فأجمع رأيهم على أن يسير إليها، ويستولي على ملكها وكان فيهم رجل يقال له: قصير. وهو قصير [بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس بن ربي] بن نمارة بن لخم. وكان حازماً، أثيراً عنده، وناصحاً له، فخالفهم فيها، وفيما أشاروا به عليه. وقال رأي فاتر، وغدر ظاهر. فرادوه في الكلام، ونازعوه الرأي، فقال: إني لأرى أمراً ليس بالخسا، ولا الزكا. فذهبت مثلاً. وقال لجذيمة: اكتب إليها. فإن كانت صادقة فلتقبل إليك، وإلا فلم تمكنها من نفسك، ولم تقع في يدها، وقد وترتها، وقتلت أباها. فلم يوافق جذيمة ما أشار به قصير. فقال قصير:

إني امرؤٌ، لا يميل العجز ترويتي ... إذا أنت دون شيء مرة الوذم

<<  <   >  >>