للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي عم يتساءلون (ألم نجعل الأرض مهاداً. والجبال أوتاداً) وفي النازعات (والأرض بعد ذلك دحاها, أخرج منها دماءها ومرعاها. والجبال أرساها) وغير ذلك من الآيات الدالة على ثبوت الأرض وعدم تحركها.

في مختار الصحاح ماد الشيء تحرك. وفي القاموس ماد يميد ميداً وميداناً تحرك وزاغ. وفيه رسا رسوا ثبت كارسي.

فالله سبحانه وتعالى أخبر بثبوتها وعدم تحركها وطوافها حول مركز الشمس. وداروين ومن تبعه أخبروا بحركتها وطوافها حول مركز الشمس. فمن هو العالم بوصفها الحقيقي. الجواب. الله (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). فمن الصادق في خبره, الجواب. الله الصادق (ومن أصدق من الله حديثاً).

فإذا ثبت هذا فمن الواجب اتباعه في خبره. الجواب اتباع خبر الله تعالى لأن خبره صدق يستحيل عليه الكذب وما في معناه وطرح خبر الغير وراء الظهر.

ومعتقد خلاف دين المسلمين كافر بلا ريب. ثم اتل قوله سبحانه وتعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا).

ثم قال الشيخ الكافي:

(المسألة الثانية والعشرون) في تحقيق أن من قال بحركة الأرض يعد مكذباً الله تعالى في خبره عقلا أيضاً وذلك أن الوصفين إما أن يكون بينهما التماثل كالبياض وبياض آخر. وإما أن يكون بينهما مطلق المغايرة كالقيام والضحك. وإما أن يكون بينهما التضاد. وإما أن يكون بينهما التناقض. فالمثلان لا يحتاجان إلى تعريف. وأما الخلافان فحقيقتهما هما اللذان يجتمعان كأن يكون الشخص قائماً يضحك. ويرتفعان كأن يكون جالساً يبكي, وأما الضدان فهما الأمران الوجوديان كالبياض والسواد لا يجتمعان كأن يكون الشيء أبيض أسود في آن واحد, وقد يرتفعان كأن يكون الشيء أصفر أو أخضر مثلاً. وأما النقيضان فهما الأمران الوجوديان اللذان بينهما غاية الخلاف لا يجتمعان ولا يرتفعان بل أحدهما ثابت ولا بد وذلك كزيد قائم, زيد ليس بقائم. أو الأرض ساكنة, الأرض ليست بساكنة. أو الأرض متحركة. الأرض ليست بمتحركة, فإذا صدق

<<  <   >  >>