للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

في تلك المراتع، ورَبَع خاطري في تلك المرابع، هَزَّتْني وازْدَهَتْنِي خِفَّةُ الأزمنة، فلو كنت ممَّن يشرب الراحَ، لطِرْتُ

بلا جَنَاحٍ.

وفي المعنى أيضاً:

لَوِ اتخذتَ - أَيَّدَكَ الله - حُرَّ وَجْهي طِرْساً، وإنْسانَ عَيْني نِقْساً، وما في الأرض من شَجَرَة أقلاماً

على حين ألْهمتُ الحكمة إلهاماً، لما بلغت ما في الضمير من كرَمٍ وخَيْر فَعُذْراً عُذْراً في الحصر، عن

جلاء تلك الغُرر

ذلك الغَمْر بالغُمَر. ووافاني خِطابُك الكريمُ نظماً ونثراً، رقيق الحواشي ولا نَزْراً فاقتطعتُ منه زَهراً

وورَدْتُ به المُنى بَحراً. وما هذا الإعرابُ والكَلِمُ خطبة وشِعْرٌ، أم فِتْنَة وسِحْرٌ؟ شَدَّ ما أبْدعَ أحدهما.

فَكَيْفَ إذا اجْتَمَعا: نَظْمٌ ونَثْرٌ رائعُ الأعلام، يَقْرُبُ من الأَفْهام، وَيَبْعُدُ نَيْلُه عن الأوهام. أحسَنُ ما أمْلاهُ

خاطر، ناظر. يالها من ألْفاظ ومعانٍ، اطَّرَدَتْ في سلكِ إبداع وبيانٍ، نفعت به النِّعَمُ الروائح والغَوادي،

وَوَرَيْتُ بِمُضَمَّنه زِنادي، وأخْصَبَ من مُسْتَوْدَعه مُرادي، وتصفَّحْتُ منه الطَّوْل

<<  <  ج: ص:  >  >>