[فصل]
قال أبو اسحاق: والولوع بالجمال، سجية ركبها الله في الظرفاء، وفطنة خصّ الله بها أهل الفهم والذكاء. وليس
بأريب عندهم من خرج عن حد الهوى. وفي هذا المعنى قال أحدهم:
إذا أنت لم تَعْشَقْ ولم تدْرِ ما الهوى ... فكُنْ حجراً من يابِسِ الصَّخْر جَلْمَدا
وقال الآخر:
وما الناس إلا العاشِقونَ ذَوُو الهوى ... ولا خيرَ فيمنْ لا يُحبُّ ويعشقُ
وهو مذهب جوهري، ومنهج علي، يخص الله سبحانه به من شاء من عباده، ولا ينكر الميل إلى
الجمال، إلا جاف فدْم. قد عزب عنه الفهم، وعرته من الجهل نوائبه؛ وادلهمت في جوانحه غياهبه.
وقد قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأحب الجمال حتى في شراك نعلي.
وفي الحديث (أن الله عز وجل جَمِيلٌ يُحِبُّ الجمال). وسُمِّي الباري
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute