للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل ومن أحسن ما كتبوا في التقديم إلى أحكام مدينة]

قَلَّدنا فلانٌ بنُ فلان، سلَّمه الله، الأحكام بفلانة وجهاتها، وتَخَيَّرنَاهُ لذلك بعد أنْ خَبَرْناه، واسْتَخْلَفْناه

عليها وقد عَرَفْناه، ووَثِقْنا بدينه، ورَجَوْنا حُسْنَ تَحْصينه، لأَنَّه إن احتاط سلِمَ، وإنْ أضاعَ أَثِمَ، فلْيُقِم

الحَقَّ على أرْكانِه، ولْيَضعِ العدْل في ميزانه، ولْيُساوِ بينَ خُصومه، ولْيأْخُذْ من الظالمِ إلى مظلومه،

ولْيَقِفْ في الأمر عند اشْتِباهه، ولْيُنَفِّذْهُ عند اتجاهه. ولا يَقْبَل غير المرضيِّ في شهادَته، ولا يَتَعَرَّفْ

سوى الاسْتِقامة من عادته، ولْيَعْلَمْ أن الله مُطَّلِعٌ على خَفِياته، وَسائِلُهُ يومَ مُلاَقاتِه.

وفي المعنى لأبي نصر كتابُ تقليدٍ وتَوْليَةٍ، وَتَشْييد رُتْبَةٍ علِيَّةٍ. أَمرَ بإنْفاذِه فلانٌ - أيَّدَهُ الله - لفلان

بن فلان أَبْقاه الله، لِيَنْظُرَ في أحكامِ المدينة بفلانة وأقْطارها، ويَحْسِمَ عنها أَدواء مردَتِها ودُعَّارها ويَعُمَّ

بالحِماية كلَّ جهة منها وناحية، ويُظلَّ من هِجِّير الإباحة أكْنافها الضَّاحية، وأَمره أنْ يَتَّقي الله حَقَّ

تُقاته ويَخْشى يوماً يأتي فيه لِميقاته، وأنْ يحْذَرَ ما أعَدَّ منَ العذاب الأليم، (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) وحَدَّ لهُ رَعْيَ منْ

<<  <  ج: ص:  >  >>