للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمائه. فلن يزالَ الناسُ بخير ما سلكوا سبيله، وأمُّوا دليله، واتَّبَعوا قيله، وتمسكوا بما بلَّغَ إليهم، وكانوا شهداء على الناس، وكان

الرُّسول شهيداً عليهم رضي الله عنِ الخلفاء الراشدين الذين قطعوا في الدين الاختلاف، وأوجبوا على

أنفسهم الاسْتِخْلاف، ورأوا أنْ يَنْظُروا للمسلمين بعدَ مماتهم، كما نظروا لهم في حياتهم، فصار حقُّ

الأئمة معَظَّماً، وعقد الأمَّة منْتَظِماً، وشَمْلُ الإسْلامِ مجموعاً، ودُعاءُ الإمام مسموعاً.

وإنَّ الأمير الأجلَّ أبو فلان، أقْصى الله في أمره، وخَلَّدَ على الأنامِ جَمال سيره، لمّا انتظمَ أمره

واتَّسَقَ، وتَمَهَّدَ مُلْكه واسْتَوْسَقَ، وقمعَ أهل الشقاء والعِنادِ، وقضى حقَّ الله في العباد، وغَرِقَت كَفُّهُ

المبارَكةُ بالأعنَّةِ في الجهاد، وتَعَوَّد عاتِقه في سبيل الله حَمْل النِّجادِ، ووطِئتْ كتائبُهُ المنصورة أقاصي

الأغْوارِ والأنْجادِ، اطلع في عواقبِ الأمور، وصدَّقَ نفسه - نفَّسَ الله مَهَلَها - عن المقدور، ولاحظَ

قوْلَ القائلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيْتَ إنْ جئتُ ولمْ أجِدْكَ؟ فَتَلَقَّاها بالتَّصديقِ، وأجابها

عنِ الصِّدِّيق، فاهتدى بهُدَاه،

<<  <  ج: ص:  >  >>