مَنْ زَارَ حضرته العَلْيا رأى عجباً ... الملك في الأرض والإيوان كيوانُ
كنا إلى الملإ العلويِّ نَنْسُبُهُ ... لَوْ ناسَبَ الملأَ العُلْوي إنْسانُ
كأنّما يتعاطى فَصْل مَنْطِقِه ... عن التكلم لُقمانٌ وسَحبانُ
يُغْضي عن الذنب عفواً وهو مقتدرٌ ... ويترُكُ البطشَ حلماً وهو غَضْبانُ
وفطنة من وراء الغيب صادقة ... منها على فضلها في الحلم عنوان
مزيَّةٌ ما أراها قبله حصلت ... لواحد من ملوكِ الدَّهر مذْ كانوا
أستغفرُ اللهَ إلا قصَّةً سلَفَتَْ ... قد كان فُهِّمَها يوماً سُلَيّمانُ
وما جرى ذكرُه في مُضْمرٍ وفمٍ ... إلا تعطر إسْرارٌ وإِعْلانُ
يُريكَ باسِمَ نَوْرِ منْ أَسِرَّتِه ... لكنه من نمير البِشْر رَيَّانُ
لوْ كانَ للبدْرِ عنْدَ التمِّ مَبْسَمُهُ ... لمْ ُيُدْرك البدر بعد التَّمِّ نُقْصانُ
مرأى عليه اجتماع للنفوس كما ... تَشَبَّثَتْ بلَذيذِ النَّوْمِ أجْفانُ
للعَيْنِ والقلبِ في إقبالِه أمَلٌ ... كأنَّهُ للشبابِ الغضِّ رَيْعانُ
مبارَكٌ لم يَزل يُرْضِي النَّدى بِيَدٍ ... لها على هبة الآلاَفِ إدْ مانُ
يا جيشهُ لا تدَعْ منْ جودِ راحَته ... أهمُّ وَفْرِ الفتى خَيْلٌ وشُجْعانُ
المنتقي الخيلَ أفذاذاً مكرمةً ... قد حُسِّنَتْ خِلَقٌ منها وألْوانُ
والمصطفِي الجند آساداً محرَّبة ... قنيصُها في الوغى رَجْلٌ وفُرْسانُ