للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخُذي أَمَاناً مِنْ زَمَانِكِ عنده ... فلقد أجازَ عليكِ حُكْمُ ظَلُومِ

مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي الخُطُوبَ بأنني ... آوي لِرُكنٍ ليْسَ بالمُهْدُوم

فات الغنى كفي فكم من حاسد ... فَرحٍ وكَمْ مِنْ صَاحِبٍ مَهْمُوِم

فطلبت جدواه ليحْدقني غنىً ... سِيَّاَن فيه حَاسِدِي وحَمِيمِي

ورجوت خدمته لِيَخْدُمَنِي الورى ... فَأَفُوزَ باسْمِ الخَادِمِ المَخْدُومِ

قال أبو إسحاق:

قد جئت بهذه القصيدة على طولها، وأثبتها بكمالها، لانطباعها، وقلة فضولها. وكل مُنْصف يشهد

بِتَفْضِيلها. فبمثلها يحل الكتْب ويسير حيث شاء الرَّكْبُ، ولله درُّ أبي العباس فلقد كان في النظم طويل

الباع، كثير الانطباع، متأخراً بذَّ الأوائل، وحط من مراتبه كلَّ مُتَطَاوِل وقوله:

فإذَا تَنَاديْنَا بِحَضْرَتِهِ رَوَتْ ... عَنا النحاة غرائب التَّرْخِيمِ

يريد أن السيد الممدوح ذو هَيْبَة ووقَارٍ وسكينة وجلالة، فإذا تنادوا بحضرته تنادوا بلفظ خفيف

سهل، لأن الترخيم تخفيف اللفظ وتسهيله، فإذا قلت: رخم الاسم فمعناه سهَّل النطق به بحذفك منه.

قال الأصمعي: أخذ عني الخليل معنى الترخيم وذلك أنه لقيني فقال لي: ما تُسَمِّي العرب الكلام

السهل؟ فقلت له: العرب تقول: جارية رخيمة: إذا كانت سهلة الكلام قالذو الرمة فأوضح معناه:

<<  <  ج: ص:  >  >>