ولا تُتْبع التثريبَ نَفْساً جَهِدْتَها ... على فوتِ حظٍّ نيْله لم يُقَدَّرِ
فَقَدْ يخلف المطلوب ما ظنَّ مُعْذِرٌ ... وتجني المُنى عفواً يمينُ المعذِّر
إذا كنتَ في قَدْر الدَّراريِّ رِفْعةً ... فقل لليتامى رُب نُجْحٍ مقَهْقر
ولا تَيْأَسَنْ من عودة الدَّهْر إنَّه ... يُمِرُّ ويُحْلِي ليسَ هذا بمنْكر
وما تتَّقِي منْ شامتٍ عند نبوةٍ ... وَحدُّك أَمْضى منْ فُتور بأحْور
ولا عارَ في تقصير جَدٍّ بسَائِقٍ ... إذا لم يكن في باعِه بالمُقَصِّرِ
ذَرِِالهَمَّ في الأعْراض إن أَعْرَضَ القنا ... بجوهر فهم يزدري كلَّ جوهرِ
ففي كفِّكَ اليُمْنَى يسيرٌ من المنى ... إذا أعْسرتْ كفُّ الغنيِّ بمُعْسِرِ
وفي سحرك المنظومِ تعجيزُ بابلٍ ... وفي وَشْيِكَ المرقومِ تكسيرُ عبقرِ
أدال الله يدي من بينك، بأوْبةٍ يُقَرِّبُها لمحُ عيني وعينك، وَحَرْسُ مُهْجَتِكَ الكريمة، إنها الحظُّ
والغَنيمة.
قوله (فقد يخلف المطلوب ما ظَنَّ معذر): المُعْذِرُ في طلب الحاجات، هو المبالغ المجتهد الذي أعْذَر:
أي أَتَى بعذر صحيح. والمُعَذِّرُ
بفتح العين وتشديد الدال مكسورة، هو المتواني في أمره، فهو مُقَصِّر فيه، ويوهم أنَّ له عُذْراً ولا
عُذْر له. ويكون أيْضاً بمعنى مُعْتذر، أدغمت التاء في الدال. والاعتذار يكون بحق مرة، وبباطل مرة.
ويقال أعْذر في الأمر، إذا قَصَّر فيه.
وقرأ ابن عباس والضحاك