للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أحِنُّ شوقاً إلى أبي الحَسَن ... كأنَّ أهْلي لديه أو وطني

ما في حنيني إليه من عَجَبٍ ... صبري عنه من أعظم المِحَنِ

ما باخْتِيارٍ صَبرْتُ عَنْهُ ولو ... أعْطيْتُهُ مِنِّي الوصلَ لمْ أبِنِ

أوحكم القلب في زيارَته ... لطار شوقاً إليه منْ بدني

أَقسمت بالله يا أبا حسنٍ ... ماذُقْتُ مُذ غبت لذة الوسن

ولستُ أعتد مدةً سلفَتْ ... لم تكُ فيها معي من الزَّمَنِ

ولا أُريدُ المقامَ في بلدٍ ... لم تك من ساكنيه يا سَكني

يريدُ قومي بأنْ أُثاقِبَهم ... ولا يكاد الفؤاد يسعدني

كمْ أكثروا عذله فقلتُ لهم ... حُبُّ بني مالِكٍ تَمَلَّكني

ياقومِ إني إذا أبنْتُ لهمْ ... خشيتُ ربِّي بأن يُعذِّبني

كمْ لِعليِّ علَيَّ منْ منَنٍ ... غُرٍّ وكم نعمة قد أَلْبَسني

وكمْ أيادٍ بيضٍ لهُ قِبَلي ... يَؤدُّني حَمْلُها ويُثقلني

فلستُ أقضيه حقها أبداً ... لكنْ لساني الشكر ليس منّى

لا زال في عِزَّةٍ وفي شَرَفٍ ... ما سجَعَ الهاتفاتُ في فَنن

وفي المعنى:

يامولاي بعَلائه، وسيِّدي بسَنائه، وتتابُع مِنَنِه وآلائه. دوْحةُ ظلالٍ، وروْضةُ آمالٍ، الذي إنْ كاثرْتَ

به كَثُر، أوْ فاخَرْتَ بحَمْدِه بهر، ومنْ أدامَ الله بهجة أيامه، ومتَّعَ العبادَ بعدلِ أحْكامه.

كتبته، أَبْقى الله مولاي وسيدي، إِثْر ما وردَ كتابُه الرائقُ، بلْ شِهابُهُ الطارِقُ، مطرَّزاً بسحر بيانه،

موشَّحاً بوشيِ بنانه، يرفلُ في أثْوابِ البلاغة الضَّافية، ويكرعُ في

<<  <  ج: ص:  >  >>