منْ حلَّ مَحَلَّكَ - أعزَّكَ الله - في كرمِ النصابِ، واخضِرارِ الجِنَابِ، لم يخْلُ كنَفُهُ منْ آمِلٍ يردُهُ،
وفاضِلٍ يعْتَمِدُهُ، فالمنزعُ الرَّحبُ ينْتابُهُ الكرامُ، والموردُ العذْبُ كثيرُ الزحام ومنْ حداهُ ذكرك، وهداهُ
يُسْرُكَ، أبو فلان واسمه أشهر منْ أنْ ... عليه أوْ أشيرَ إليه، وله منْ ذواته وأدواته شوافع، وعنده منْ
طُرفِ الحكمِ وغرائبِ الأدبِ بدائع، وكان تحت نعمة وافية الجناح، وحُرمةٍ سائلة الأوضاح، تُكْبِرُهُ
الكبراء، وتوثرُه الأُمراء، وتحسدُ سامي قدره الأنداد، وينجحُ بنثْرهِ ونظّمه الطِّرْسُ والمداد، ثمَّ عَطَفَ
الدَّهْرُ عليهِ، وانتشَفَ مالديه، ورماهُ بأنْفَذِ سهامِهِ، وأجْوَر أحْكامه، فاضْطُرَّ إلى التَّغرُّبِ في البلادِ،
والتقلُّبِ ما بينَ مبرَّاتِ الأمْجادِ، وقدْ حطَّ رَحْلَهُ ببابِكَ، والتحَفَ بأَطْنابِكَ، وأنْتَ إلى الجميل أهوى،
وبحسن الصنع أولى، والله تعالى يبقيك حِلْيَةَ فخَارٍ، وكعبَةَ زُوَّار، بمنِّه.
وفي المعنى:
سيدي الأعلى، ومعتمدي الأقْوى، وظهيري الأكرم الأوفى، لا زالتْ تُعْقَدُ الآمالُ عليْكَ، وتَخُبُّ
الرِّكابُ إليْكَ، وتُلْقى الرِّحالُ لديْكَ، وتتأثَّلُ النِّعَمُ في يديكَ.
كتبْتُهُ - أدام الله عزكَ - ولا مزيد على ما بالنفس منْ تَوْقٍ، وبالقلبِ منْ صبابَة إلى تلْكَ المعاهد
وشوق، أمتَعَ الله بكَ السَّيَّادَة، ولا أَعْدَمَكَ آلاءَه المعْتادَه، ويتأَدَّى منْ قِبَل فلان - أبقاه الله - وقد
انْقطعتْ به الحبال، وتَقَلَّصتْ عنه الظِّلال، وأتعبته المطامع والآمال، وشكتْهُ البكرُ والآصال، وكُلَّما
رُمْنا لهُ تعَلُّقاً تعرَّضتِ القواطِعُ