للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يحفظه، يحمل الهدية وإنَّما نُقلتْ منْ وطنٍ إلى وطن، ومن مُعَرَّسٍ إلى مُعَرَّس، ومن مأوى برٍّ وانعطاف، إلى مأوى كرمٍ

وألْطاف، ومن منبت درتْ له نَعْمَاؤُهُ، إلى منشإ يجود عليه سماؤه، وهي بضعة مني انفصلت إليكَ،

وثمرة من جَناني حصلت لديك، ومابان عني منْ وصلتُ حبله بحبلكَ، وتخيَّرْتُ له بارعَ فضْلِكَ.

جواب هذا الفصل من إنشاء أبي الفرج الببغاء قال بعد الصدر:

وأمَّا أبو النَّجم فقد أدى الأمانة إلى أهلها، وسلَّمَ الذَّخيرة الجليلة إلى مُتَقَبِّلها، فجَلَّتْ عنِ العزِّ في

وطنها، وأوتْ منْ حِمى الأسد إلى مُستقرها، وسكنها، منتقلة من عطن الفضل والكمال، إلى كنف

السعادة والإقبال، وصادرة عن أنبل وِلادَةٍ ونسب، إلى أشرف نصاب وحسب وفي اليسير منْ لوازمِ

فُروضها، وواجباتِ حُقُوقها، ما يُغْني عنِ الوصاة بها. وكيف يوصي الناظر بنوره، أو يُحَضُّ القلبُ

على حفظِ سُرُورِه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>