للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي مُشابهِ آثارِ الأحِبَّةِ مَا ... يُرَى به وجْدُ مَشْغوفٍ ويَسْتَعِرُ

واركبْ من الشَّوقِ نحو المصطفى مَتْناً ... شَجْوَ الضلوع فلا يَفْنى ولا يَذَرُ

وَادْأَبْ على ذكَ واصْبِرْ تجنِ خيْرَ جَنىً ... في جَنَّةٍ إنَّما يَحْظَى بها الصَّبرُ

وفي الصلاةِ عليه أيُّ ما وَطرٍ ... فلا يَعُوقَنْكَ عنْ إدْمانِها وَطَرُ

واذْكُرْ مواعدَهُ الحُسْنى لِمُنْتهِجِ ... سَبيلها يتَقَرَّاها ويَغْتَفِرُ

ونادِ في كلِّ نادٍ إذْ تمُرُّ بِهِ ... نِداءَ منْ أُحْكِمَتْ منْ حُبِّهِ المِرَرُ

صلَّى الإلهُ وأهلُ الأرْضِ كُلُّهُمُ ... معَ السماء وشمسُ الأُفْقِ والقمرُ

والأنْجُمُ الزُّهْرُ منْ أَعْلى معَارِجِها ... والنورُ والظُّلُماتُ البُهْمُ والغُرَرُ

والوحشُ في القَفْرِ والطيرُ المطيفَةُ في ... جوِّ السماء تعالى ثمَّ تنْحَدرُ

وكلُّ ما ضمَّنَهُ عُلْوٌ وضُمِّنَه ... سُفْلٌ من الخلق مما ليس يَنْحصرُ

أزْكى صلاةٍ وأنآها مَدى شرَفٍ ... بكُلِّ معنى لَدى الإعْياءِ يُعْتَبَرُ

كالشَّمسِ في أُفُقٍ كالمِسْكِ في عَبَقٍ ... كالدُّرِّ في نسَقٍ بلْ دُونَها الدُّرَرُ

على البَشير النَّذيرِ المنْتَقى كَرَماً ... من مَحْتِدٍ طابَ منْهُ الخُبْرُ والخَبَرُ

منْ مَعْشَرٍ إنَّما هُمْ منْظراً بَشَرٌ ... لكنْ مزاياهُم يُعْنى بِها البَشَرُ

على المبارك منهم مذهباً وأباً ... وشيمةٌ شأْنُها في الذِّكْرِ مُسْتَطِرُ

على الَّذي ابتهجَتْ سُبُلُ النَّجَاة به ... على الذي خُتِمَتْ فَخْراً به النُّذُرُ

على ابنِ آمِنَةَ المَرْجُوِّ نائُلُهُ ... يوْمَ القيامَةِ إذْ يُهْدى لَهُ الظَّفَرُ

على المُؤَثِّل دُونَ الأنبياء إذا ... جَدَّ الحسابُ وأَدَّتْ فَيْحَها سقَرُ

على الذي كَلَّمَتْهُ الشاةُ مُشْعِرَةً ... بِسُمِّها فانْثَنى عنْ قصْدِها الضَّرَرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>