للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فليسَ إلاَّ الرِّضى عَنْهُمْ وصدْقُ هَوى ... فيهم تَوَفَّرَ عن إِخْلاصِه العِذَرُ

وذَكِّرْ ما ساعد الإمْكانُ ذاكرةً ... فالعَجْزُ من بعد بَذْل الجَهْدِ مُغْتَفَرُ

وليسَ عجزٌ ولَكِنْ شَأْوُ حَقِّهمُ ... شيءٌ يُقَصِّرُ عنه الطولُ والقِصَرُ

فيا لِساني وقَلْبي ما يَعُوذُكُما ... عَمَّا يَحِقُّ لَهمْ عِيٌّ ولا حَصَرُ

أوتيتُما حسنَ إدْراكٍ فلا تنياَ ... واجْرِيا لمدى باغيهِ مؤْتجِرُ

وبالِغا إنْ ونى بُعْدُ المَدى بِكُما ... في الاجتهادِ فإعْذارُ الفتى عُذُرُ

وأيُّ عَتْبٍ على منْ رامَ مُجْتَهداً ... مثْلُ الّذي رُمْتُما فاعْتَاقَهُ قَدَرُ

خُصَّا وعُمَّاً عسى ألاَّ يَفُوتَكُما ... من الصَّحابَة لا أُنْثى ولا ذَكَرُ

وَكَرِّرا وأَعيدا أنتُمُ فئةً ... غَيْثُ الرِّضى مُسْتَهِلٌّ كُلَّما ذُكِروا

واسْتَجْزِلِ الدُّخْرَ من إخلاَصِ حُبِّكَ يا ... قلبي لهُم فَلَنِعْمَ الزادُ والدُّخْرُ

وفي الدُّعاءِ رجاءٌ لا يَخيبُ ولا ... يغِبُّ مُرْتَقبٌ منه ومنْتَظِرُ

فاصْدَعْ به يالِساني ضارِعاً أَبَداً ... ففي الضَّراعَةِ ما يُقْضى بِهِ الوَطَرُ

ويا إلهيَ أَمْتِعْني بِحُبِّهمُ ... حتَّى يُعَمِّرَ بي أَحْشاءَهُ العَفَرُ

وجَازِ يا رَبِّ قلبي عنْ مَحَبَّتهمْ ... عَفْواً يُزوِّدُني إذْ جَدَّ بي السَّفَرُ

واصرف عِنانَ اعتنائي نحْوَ خِدْمَةِ مَا ... يُرْضيكَ عنْ زَلَلِي ما امْتَدَّبي العُمُرُ

كَمُلَ ما أَسْداهُ الفقيه العلم وألْحَمَهُ، ويا حُسْنَ ما أَنْشَأه ونَظَمَه منَ الثَّناء الجميل وتَمَّمه، ولقد سَلَكَ

سبيلاً لا يَعْدَمُ سالكَهُ ثواباً، ولا يزْدادُ من الله تعالى إلاّ دُنُوَّا واقتراباً، والله تعالى يَنْفَعُهُ بما قال، ويأ

جُرُهُ كما أطْنَبَ في الثناء على منْ يُحِبُّ وأطالَ، وكُلُّ ما ذَكَرَهُ منْ مناقِبِ الرسول عليه السلام

وأصحابه مَعْلُومٌ مشهور، وفي الكتب بالأسانيد الصحاح مذكورٌ، وجاء بالعشْرة رضي الله عنهم على

النَّسقِ الواجبِ، في الأماكن من الفضلِ والمراتِب، والسَّنن الذي اتَّفَقَ عليه الأئمة والعُلَماءُ المتقدَّمون

سرحُ هدْي الأُمَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>